تاريخ زجاجة التولة في الثقافة الخليجية من الأسواق الشعبية إلى الرفوف الفاخرة
في زوايا المجالس الخليجية، وبين طيات العباءة وعبق المناسبات، لطالما حضرت زجاجة التولة بصمتٍ فاخر. ليست مجرد زجاجة صغيرة تحفظ العطر، بل إرثٌ يتنفس أصالة، ووحدة قياس تحتفظ بروح الزمان.
من أسواقٍ شعبية تفيض برائحة العود، إلى رفوفٍ فاخرة تُزيّنها لمسات ملكية... خاضت التولة رحلتها كرمزٍ ثقافي، واكبت تحوّلات الذوق الخليجي، وبقيت شامخة بحجمها الصغير وتأثيرها الكبير.
فـ ما هي التولة؟ وما سرّ ارتباطها بالعطور الأندر والأفخم في الخليج؟ في هذا المقال، نغوص في تاريخ التولة، ونكشف سحرها، واستخداماتها، وأشهر العطور التي سكنتها.
ما هي التولة؟
تُعرَّف التولة بأنها وحدة قياس كتلة تقليدية نشأت في جنوب آسيا (الهند) واستخدمها الأجداد لوزن المواد الثمينة كالذهب والعطور. وتبلغ قيمة التولة حوالي 11.66 جرام تقريباً، وقد اعتمد عليها الباعة في الأسواق الشعبية لقياس كميات العود والزيوت العطرية المركزة.
ومع مرور الزمن انتقلت هذه الوحدة مع تجار العود إلى الخليج، وتطورت زجاجات التولة لتأتي بثلاثة أحجام رئيسية: ربع تولة 3 جم، نصف تولة 6 جم، وتولة كاملة 12 جم. وتُمثّل هذه العبوات الروح التقليدية للعطور الشرقية، حيث تحتفظ الزجاجة بعبيرٍ عطريٍّ غنيٍّ ومركزٍ بفضل حجمها الصغير وتركيز الزيوت التي تحويه.
التولة في الثقافة الخليجية
دخلت "التولة" إلى الخليج العربي مع ازدهار تجارة العطور والتوابل بين الهند وشبه الجزيرة العربية. ومع مرور الوقت، تحوّلت التولة من عبوة وظيفية إلى وعاء يحمل بُعدًا ثقافيًّا، يُختار شكله ونقوشه بعناية، وغالبًا ما يُقدَّم في المناسبات الخاصة كالزواج والأعياد، تعبيرًا عن التقدير والرقي.
وامتدّ استخدام التولة من المناسبات إلى الحياة اليومية؛ حيث يعطّر بها الرجال غترهم وعباءاتهم قبل الخروج، وتستخدمها النساء لتعطير أجسادهن وملابسهن، أو لتبخير المجالس بلمسة من دهن العود والمسك.
فالتولة ليست مجرد زجاجة عطر، بل قطعة من الذاكرة الخليجية؛ رافقت الأجيال في الأعياد، والأفراح، والمناسبات، وبقيت حتى اليوم حاضرة في كل بيت، على رف العطور أو في حقيبة اليد، تحمل بين ذراتها عبق الماضي وأناقة الحاضر.
استخدامات التولة
- تعبئة الزيوت العطرية الثمينة: تستخدم التولة لتخزين ونقل زيوت العود النقية والمسك الثمين، نظراً لقدرتها المحصنة على حفظ الرائحة دون تبخر، ولما تعطيه من شكل فخم وأنيق.
- ضيافة وهدايا: تُقدم زجاجة التولة كهدايا ترحيبية أو كجزء من مواسم الأعياد، لما تمثله من رمزٍ للكرم والضيافة في المجتمع الخليجي.
- مقتنيات تراثية: يحتفظ البعض بالتولة كقطعة فنية أو تذكارية، وقد تُزيّن وتُعرض في المنازل كجزء من ديكور يدلّ على الفخامة والأصالة.
من الأسواق إلى العلامات الفاخرة: دار محمد القرشي
مع تطور ذائقة المجتمع الخليجي وازدياد الاهتمام بجودة العطر وشكله وتقديمه، برزت علامات عطرية خليجية رائدة حافظت على إرث التولة التقليدي، لكنها أعادت تقديمه بروح فاخرة ومعاصرة. ويُعد دار محمد القرشي أحد أبرز هذه الأسماء التي جمعت بين التراث والعصرية، إذ حرصت على تقديم زيوت العود والمسك في تولات أنيقة تُعبّر عن الهوية السعودية، مع الاهتمام بأدق التفاصيل من حيث التصميم والرائحة والتعبئة.
وقد ساهمت العلامة في ترسيخ مكانة التولة كوسيلة راقية لحفظ العطور المركّزة، حيث طوّرت تصاميمها لتكون ملائمة للهدايا والمناسبات الخاصة، دون التفريط بأصالتها. وتُعد منتجات دار محمد القرشي امتدادًا حيًا لروح الأسواق القديمة التي بدأت منها قصة التولة، لكنها اليوم تُعرض في فروعهم الخاصة في المملكة العربية السعودية وعلى أرفف فاخرة، مما يدل على أن الرموز التراثية قادرة على البقاء حين يُعاد تقديمها بذوق راقٍ ووعي بالهوية الثقافية.
أشهر العطور التي توضع في التولة
دار محمد القرشي يقدّم لكم نخبة من أشهر العطور التي تُعبّأ في زجاجات التولة، والتي حظيت بإعجاب الذوق الخليجي لما تحمله من عبق الأصالة ورفاهية الرائحة.
-
دهن عود كمبودي خاص – ملکي
يُعد دهن العود الكمبودي من أجود أنواع العود وأكثرها طلبًا في الخليج. يتميز بجودته العالية ورائحته العميقة والدافئة التي تمنح احساسًا بالفخامة والتميز. يجمع عطر العود الكمبودي الملكي بين لمسات عطرية غنية ومعقدة، ما يجعله مثاليًا لمناسبات خاصة أو كهدية فاخرة تعكس الذوق الرفيع. من مميزات هذا العطر ثباته العالي وقدرته على ترك انطباع عطري دائم يدوم لوقت طويل.
- مسك أبيض ملكي
المسك الابيض الملكي رائحة كلاسيكية أنيقة، تجمع بين شذى نظيف في القمة، عمق المسك الخالص في القلب، ولمسات كهرمانية دافئة تزيد الأنوثة في القاعدة. يُقدم هذا المسك في تولة كريستالية ملكية مع غطاء ذهبي فاخر، ما يجعله تحفة فنية تضفي رونقًا على رفوف العناية الشخصية.
-
روح المسك الأسود
يُعرف روح المسك الاسود أيضًا بالمسك الإنكليزي، وهو من أقوى أنواع المسك وأحبها إلى قلوب محبي العطور الشرقية. وقد شاع استخدام المسك الأسود كمكون أساسي في صناعة العديد من العطور الفاخرة العالمية، بفضل عمق رائحته ودفئها. ولا تقتصر مزاياه على الرائحة فحسب، بل يُنسب إليه تأثير إيجابي على المزاج وتعزيز الثقة بالنفس، إذ يمنح مرتديه شعورًا بالطمأنينة والراحة النفسية.
اكتشف عالم العطور الشرقية كما لم تعرفه من قبل مع دار محمد القرشي، حيث تتحول كل تولة إلى بصمة تعبّر عنك، وتحكي قصتك بلغة لا يتقنها إلا أصحاب الذوق الرفيع.
تسوّق الآن عبر موقعنا الإلكتروني أو تفضل بزيارة أقرب فرع، ودع عطرك يتحدث عنك بأناقة لا تُضاهى، ولا تنسَ تصفّح مقالاتنا لاكتشاف المزيد من أسرار العطور.